امير القلوب لا ترحل

أمير القلوب .. لا ترحل

كتب - محمود عبدالله

منذ أكثر من عام و بالتحديد في الثالث عشر من يونيه 2008 كان أمير القلوب و نجم النجوم الموهوب الخلوق محمد أبوتريكة ضيف الإعلامي أحمد شوبير في قناة الحياة الفضائية ودار حوار معه إستمر أكثر من ثلاث ساعات فتح فيه محبوب جماهير كرة القدم في مصر و أفريقيا و الوطن العربي قلبه و أجاب علي كل التساؤلات دون تحفظ ليكون هذا الحوار هو الأشمل و الأجمل في البرنامج منذ إنطلاقتة في فبراير 2008.

كانت هذه مقدمة لازمة للدخول في موضوعي عن النجم المحبوب الذي ينوي- كما تٌشير كل التوقعات - ترك ناديه الأهلي القاهري و الإنضمام لشقيقه أهلي دبي الأإماراتي علي سبيل الأعارة و لمدة 6 شهور من أجل المشاركة مع حامل لقب الدوري في الدولة الشقيقة في المناسبات القادمة في الدوري و الأهم المشاركة معه في نهائيات كأس العالم للأندية التي تشهدها العاصمة أبوظبي في نهاية العام الجاري.
جماهير الأهلي التي عشقت النجم الخلوق كما لم تعشق أحد من قبله طوال تاريخ ناديها الكبير الذي زاد عن 100 عام أصابها القلق من هذه الأنباء لأنها ورغم تتعودها علي مشاهدة عملاقها الأحمر العالمي بدون أبوتريكة سواء للإصابة أو الجلوس علي مقاعد البدلاء لأخذ قسط من الإجهاد الذي أصابة في المواسم الخمس الأأخيرة نتيجة مشاركتة مع الأهلي و المنتخب فأنها لن ترضي أن تري فتاها المدلل بقميص ناد أخر إلا إذا تعلق الأمر بأحد الأندية الكبيرة في القارة العجوز , أما ترك الأهلي من أجل المال فسيكون صدمه كبيرة للجماهير التي تعودت من نجمها الغالي الغالي التمسك بنادية ما دام هو في حاجة إليه؟
والواقع أن الأهلي يحتاج أبوتريكة في الفترة المقبلة أكثر من أي و قت مضي لعدة عوامل أولها مغادرة زميله الأنجولي أمادو فلافيو للقلعة الحمراء للإحتراف في الشباب السعودي و من غير المعقول أو المقبول أن يترك الأهلي في موسم واحد نجمين كانا هما الأكثر زيارة لشباك المنافسين في المواسم الأخيرة التي سيطر الأهلي فيها محلياً وقارياً و أحرز بطولات و أرقام قياسية غير مسبوقة و لعل تسجيل كلا النجمين لأكثر من نصف أهداف الأهلي في الدوري العام الماضي خير دليل علي صحة هذا القول.
ثاني هذه العوامل حاجة الأهلي لقائد داخل الملعب في الفترة المقبلة بعد إعتزال عماد النحاس و الإستغناء عن خدمات شادي محمد و أبوتريكة هو أقدر من يستطيع القيام بهذه المهمة بسبب خبرتة الكبيرة من ناحية و حب و إحترام جميع زملاءه له من ناحية أخري, أما ثالث العوامل التي تجعل من رحيل النجم الكبير أمر في غاية الصعوبة و الحساسية في الفترة المقبلة هو خشية جماهير الأهلي العريضة من تحول ناديها لمجرد ناد يخرج نجومه الكبار و البارزين لأندية الخليج الغنية ففي الموسم الماضي إلتحق عماد متعب بصفوف إتحاد جده علي سبيل الإعارة و هذا الموسم إشتري الشباب بطاقة المهاجم الأنجولي أمادو فلافيو ومن الصعب أن يقوم عملاق مثل الأهلي بهذا الدور خصوصاً و ان نظيره الأوربي ريال مدريد أبرم صفقات خيالية هذا الموسم مؤكداً أنه كبير أندية كرة القدم في القارة العجوز.
تفريط إدارة الأهلي في أبوتريكة في هذا الوقت بعد تفريطها في فلافيو وعدم تعاقدها مع مدير فني كبير بعد رحيل المدرب البرتغالي الكبير مانويل جوزية علي خلفية الأزمة المالية التي يعاني منها النادي هذا الموسم يؤكد إتهام البعض لها بقصر النظر وعدم أخذ الأمور بمأخذ الجد لأن الأهلي و بمعاييرة إقتصادية و تسويقية بحتة كان الرابح الأكبر طوال المواسم السابقة سواء علي صعيد حصد البطولات أو حصد ملايين الدولارات نتيجة فوزه بلقب دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات و مشاركتة في كأس العالم للأندية ثلاث مرات أيضاً ناهيك عن السمعة الكبيرة و التي لا يمكن أن تقدرلا بثمن التي نالها الأهلي في تفس الفترة مما جعله يخرج من عباءة المحلية و الأقليمية و يصبح من الأندية العالمية زائعة الصيت.
أبوتريكة قال في رسالتة ما نصه أن الأهلي فوق الجميع وطالب أن يعمل الجميع من أجل رفعتة و تقدمه ورقيه و الأن أصبح هو أول المطالبين بتنفيذ هذا الكلام و عليه أن يغلب مصلحة الأهلي علي مصلحتة الشخصية وأن يبقي في بيته الذي أعلن أنه لن يغادرة ما دام في حاجة إليه و ذلك من أجل المساهمة مع زملاءه الاعبين في تقدمه و رقية و رفعتة في السنوات القادمة